-->
الرقراق نيوز الرقراق نيوز
أخبار محلية

أخبار محلية

أخبار محلية
أخبار محلية
جاري التحميل ...
أخبار محلية

تداخلات.. (خروج وطرب خاص)..! / عثمان شبونة



* جميل أن يفتقدك البعض.. ولكنني في حالة عدم حماس مزمنة تجاه الكتابة عن الأشياء الخاصة المانعة للظهور.. يكفي أن يعلم بأحوالك قلة من الزملاء وذوي القربى.. فشكراً للمتسائلين وللشدائد..! هذه الدنيا أخبرتنا بعمق: (لا بكاء أنبل من البكاء على الشعب بصدق) الشعب الذي خرج منه آبائنا وأمهاتنا وكفى..! فإذا كان الحزب الشيوعي وبعض الصحف مثل (الجريدة) أطربونا بمواقفهم المساندة للجماهير وقضاياها الحقيقية؛ ها أنذا أطرب بمن افتقد قلمي المتواضع في الأيام الفائتة.. والبعض معذور حين لا يعلم تفاصيل غيابك؛ مع ذلك يرسل لك مستنكراً بسؤال من شاكلة: (أين حروفك المساندة للحراك الجماهيري والمظاهرات)؟! إنه استفهام لا أعيبه إلّا إذا كان المُستفهِم مستهبلاً مدفوعاً بأغراض لا علاقة لها بأرشيف الكاتب الذي ليست لديه قضية (يومية) سوى جماهير هو واحد منها..! 

* كنت في الأسبوع الماضي ملازماً للوالدة وهي مريضة منذ زمان لا أتذكر بداياته ولذلك لا أنقطع عنها؛ ولا تقطع هي قهوتها.. وفي ظل الانهماك مع جزئيات الحياة اليومية الشاقة والهموم يرن الهاتف بهذه الذبذبات المقلقة: (الحمد لله استفرغ شوية وهسه كويس.. عندو كسر في اليد وكسر في الضلع.. لكن الرأس سليم).
* الحديث بين القوسين عن أخي الأصغر محمود.. يعمل ميكانيكي ركشات بمحطة الخيمة بأركويت.. كان راجلاً إلى الورشة في الأسبوع الماضي.. أظنه وقتئذ ومثل سائر السودانيين يحمل في قلبه هم العيال والمعيشة (اللغز) فخبطته مركبة حاول سائقها تفادي مركبة أخرى مفاجئة في الإتجاه المعاكس.. نتجت عن الصدمة الإصابات الوارد ذكرها.
* داخل المستشفى لم يشر أخي إلى الشخص الذي طرحه أرضاً ثم أوصله ليسعفه: (ما رضيت أقول خبطني.. قلت للدكتور وقعت براى في خرصانة.. عشان ما يتجرجر السائق ويتحبس وهو زول مِروَّة.. عاوز يدفع لى لكن حلفت طلاق.. قلت ليهو إنت ما غلطان وبَعَدين ربنا لطف)! انتهى.
* هذا التصرف أطربني بعد لطف الله.. المروءة فينا لم يمحقها القهر والفقر وتحويل الوطن إلى مفازة.. أما الطرب الأعظم سيحققه الرب لنا جميعاً بالحراك المستمر ضد الأنجاس المسلطين على طيبتنا وعفتنا ونزاهتنا وكرمنا.. سننتصر عليهم وعلى إعلامهم وأمنهم وجنجويدهم بقوة الإرادة.. ولابد للثورة أن تنفجر بتماسكنا وتضحياتنا.. نحن أمام جماعة لم يستعمر السودان مثيل لها من قبل.. فالنصر يعني تحرير البلاد؛ كما يعني أن يحل السجانين الأقذار محل السجناء الأبرار.. أعني من يضحون لأجل الوطن الآن.
* ما كان يجب تسويد السطور الخاصة الآنفة لولا استثنائية الوقت.. ففي بعض المواقيت يجب علينا ألا نصمت..!

خروج:
* أوفى الحزب الشيوعي السوداني بالعهد في الأسبوع الماضي؛ فخرج ومعه الشعب السوداني من مختلف الأطياف للتعبير سلمياً ضد سياسات حكومة عمر البشير وضد ويلاتها..! لكن.. رغم السِلمية واجهتهم حكومة السفاح المذكور بالعدوان غير المبرر..!
* بهذا الخروج العظيم أثبت الشعب أن الصعب ممكن وأن الخوف أخطر على الشرفاء من السفهاء الحاكمين أنفسهم؛ فلتستمر المقاومة بكافة السبل.. لا أحد يتخلى عن سلاحه الذي اختاره لدحر الظلم والقهر والاضطهاد والمعاناة التي نجحت السلطة بفرضها على أوسع نطاق.. ولن تنجح في غيرها..!
* مذ عرفت القراءة أيقنت أن الخوف عدو الأحرار؛ والمقاومة سبيلهم الوحيد للتغيير والعزة؛ لا خيار غيرها في ظل القبضة التي تُجابه بها الأمة السودانية لتبقى رهينة لدكتاتورية اللصوص؛ القتلة؛ المنبوذين.. وهي قبضة تتكفل أجهزة السلطة القمعية بشقها الأكبر ويتكفل إعلامها بنصيبه من التضليل وإخفاء الحقائق في زمن بهتت فيه الصحف الموالية للسلطان من فرط الجبن والانكسار..! والأخيرة لابد أن تكون مصطفة مع الطغيان والفساد إذا كان من يديرونها جاءوا كغثاء السيل بخلفيات منحطة؛ بعضها موغل في التفاهة..! لو استطعنا لاحقاً تفصيل بعض الجوانب الاجتماعية والنفسية لصحفيي النظام لن يتعجب الناس من احتقارهم لأنفسهم؛ إذ لا أحد يوالي البشير وعصابته وليس بداخله الخليط التالي: 

1 ــ الشعور بالدونية؛ وإن شئت العبودية..! فكل دنيء يتطلع إلى بلوغ درجات (المجد الكاذب) بعطيّة الموالاة للباطل.. أي بالمال المنهوب من الشعب بأساليب متعددة.. أما العبودية فهي إحساس ذاتي لن يرتضي صاحبه بأي شرف؛ يدفعه لذلك جهله مهما كان متعلماً.. وغالباً لدى المُستعبَد يقين بأن المال سيعوضه عن ما لا يُعوَّض..!

2 ــ عقدة النقص التي يتممونها باعتقادهم أن لجبروت السلطة هيبة؛ بينما ضميري يحدثني بأن للبهائم هيبة ووقار أكبر من سلطتهم.. لقد قلت كثيراً وبسياقات مختلفة: (لا هيبة لمجرم).. الهيبة دائماً للعادلين الرحماء النزهاء.
3 ــ الوهم..! 
أعوذ بالله
الجريدة

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

المتابعون

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

الرقراق نيوز

2016

الويندوز للجميع