مصطلح (بَوّشت) يستعمله الإخوة المكانيكية لعطب يصيب السيارة عندما يُساء استعمالها لأسباب كثيرة من أهمها جهل السائق وعدم معرفته بفنون القيادة.
ومن أعراض التبويش ضعف عزم السيارة وقوتها وخروج دخان من عادمها أثناء تشغيلها، وسماع صوت نشاز (تك / تك) متزامن مع صوت الماكينة.
ومن الأعراض التي تؤكد أن السيارة قد وصلت مرحلة متاخرة جداً من التبويش (أكل الزيت) والذي يفترض أن يراجعه السائق صباح كل يوم مع عدة مراجعات أخري مثل الماء والإطارات وغيرها لضمان سلامة السير ولتؤدي السيارة وظيفتها علي أكمل وجه (وأكل الزيت) يعني أن السيارة تأكل ما ينبغي أن تتحرك به من قوّة وهذه مرحلة متاخرة جداً من التبويش تحتاج لإجراء عملية (عَمْرَة) عاجلة وإذا تكررت ذات الأعراض بعد العملية الأولي بسبب قصور السائق وجهله فإن السيارة تحتاج لعملية أخرى والّا فستكون السيارة معرضة لمرحلة (التسييح) والتي تقف عندها تماماً عن الحركة، لأنها تكون قد قضت على كل مقومات الحركة وأصبحت بلا مُقوّم يدفع بمحركاتها بسبب سوء الادارة وعدم المراجعة، وتسمي هذه الحالة (صَلَّبت) أو (سيّحت) ويتم سحبها مباشرةً بلا روح من المكان الذي وقفت عنده الي الورشة لتغيير الماكينة بكل تفاصيلها.
لله سبحانه وتعالي سنن في خلقه وهو القائل (قالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ في هذه الاية نجد أن مولانا عز وجل قد هدانا بسننه للتي هي أقوم، وقد ذهب ابن خلدون الى أن الدولة كائن حي تخضع لسنن هداية الله في خلقه، ويحكم هذه الهداية قانون الحتمية والسببية بارتباط الأسباب بالمسببات فهل يا تُري اتخذت الانقاذ الوطني من هذه السنن منهجاً لها في دنيا الناس أم توكلت علي الله بلا قطران لعلاج البعير وقادت سفينة الإنقاذ ولا تبالي بالرياح لإقامة دولة القانون والتنمية.
في تقديري أن الإنقاذ الوطني خبطت خبط العشواء بلا هديً ولا كتابٍ منير وجري عليها ما جرى علي السيارة من سننٍ ومقادير فبوّشت وسيّحت وصلّبت وتقتضي سنن الحكمة أن يُسْتدرك الخلل قبل فوات الأوان، ومن يؤت الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً، ونسأله سبحانه وتعالي اللطف والّا يسلط علينا من لا يخافه ولا يرحمنا.
مبارك الكوده
امدرمان الثورة الحارة (٢٠)
٢٣ / يناير / ٢٠١٨
