-->
الرقراق نيوز الرقراق نيوز
أخبار محلية

أخبار محلية

أخبار محلية
أخبار محلية
جاري التحميل ...
أخبار محلية

النساء السودنيات يصنعن التغيير ... نبذة تاريخية مختصرة عن الإتحاد النسائي السوداني / إلهام عبدالرازق



مدخل تاريخي 
بدأت الحركة النسائية الديمقراطية بقيام أول منظمة نسائية بإسم "رابطة المرأة السودانية" في 1946 ، حينها أدرك الإستعمار خطورة تلك الخطوة فأسرع بتقديم حل آخر يحول دون إلتفاف جموع النساء حول تلك المنظمة فكون في أوائل 1947 "جمعية ترقية المرأة" لتشكل مركزاً آخراً للحركة النسائية. ركزت "رابطة المرأة السودانية" نشاطها في العاصمة علي النواحي الإصلاحية مثل محو الأمية- التثقيف العام والمنزلي كما إنحصرت عضويتها علي المتعلمات الأمر الذي حال دون تحويلها لتنظيم جماهيري. فظلت منظمة ضيقة ومحدودة العضوية والأنشطة.كما إنتهجت الرابطة خطاً سلمياً بإلإشتراك في النضال العام2. 

أما في مجال العمل النقابي ففي عام 1947 سجلت الممرضات نصراً بإشتراكهن بالعمل في النقابة مع زملائهن الممرضين.من الفخر أن نؤكد أن الممرضات السودانيات أول نساء سودانيات إقتحمن مجال النضال الإجتماعي المختلط. هذا أفادهن كثيراً إذ دفع بهن الي خضم النضال من أجل حقوقهن ومن أجل إستقلال البلاد. وفي ذات الوقت عرضهن للهجوم والإتهامات وتلطيخ السمعة مما أبرز عملياً الإضطهاد التي تتعرض له المرأة السودانية العاملة في عموميات قيود المجتمع فتارة قيد بإسم الدين وتارة قيد بإسم العرف ومرات قيود بإسم القانون .
في العام 1948 تقدم عدد من مدرسات المدارس الأولية (الآن تعادل مدارس الأساس) بطلب للسلطات للسماح لهن بتكوين نقابة، فرفض طلبهن بحجة إن العمل النقابي يتعارض مع الدين والتقاليد ويدفع بهن للإختلاط . ثم سمح لهن بتكوين إتحاد ثقافي. ونتيجة لضغطهن وإلحاحهن قام الإتحاد، وفي العام 1949 تم تحويل الإتحاد الي نقابة وبذلت النقابة جهوداً عظيمة للدفاع عن حقوق ومطالب المدرسات. 
كذلك في العام 1950 تكونت جمعية خيرية في مدينة الأبيض بغرب السودان من نساء الموظفين والتجار وإنحصر نشاطها في الأعمال الخيرية. وبإتساع الحركة الوطنية تأثرت النساء عموماً بزخم مطلب الحرية والإستقلال من المستعمر. ولهذا كان قيام الإتحاد النسائي السوداني في 1952 ضرورة فرضتها موجة الوعي التي عمت أقساماً كبيرة من النساء من مجتمعنا والرغبة الحقيقية في التحرر من الإستعمار ومن كل قيود الإضطهاد والقهر وال،تخلف التي سادت في ذاك الزمان.

نبذة تاريخية مختصرة عن الإتحاد النسائي السوداني

من المهم جداَ عند الحديث عن المرأة السودانية وغض النظرعن إرتباط ذلك الحديث بأي من المواضيع التي تهم المرأة فلابد من ذكر الإتحاد النسائي السوداني كتنظيم ذو تجربة فريدة ومتميزة أسهم وما زال حتي يومنا هذا في الحراك السياسي والإجتماعي والثقافي للمرأة السودانية بشكل خاص والشعب السوداني بشكل عام. 
تكون الإتحاد النسائي السوداني في عام 1952 والبلاد تحت سيطرة الإستعمار البريطاني الذي كان من نتائج سياساته أن تظل المرأة السودانية نصفاً مشلولاً بعيداً عن دائرة الصراع نحو الإستقلال الوطني. وهكذا بدأ تعليم البنات بعد تعليم الاولاد في معظم أجزاء السودان. فعندما تم الإستقلال في الأول من يناير من العام 1956 كانت نسبة الأمية تبلغ %99 وعدد مدارس البنات أقل من نصف عدد مدارس الأولاد .كان هنالك عددٌ ضئيلٌ جداً من النساء اللائي خرجن للعمل كممرضات ومدرسات بدافع الحاجة ظللن يعملن تحت شروط عمل مجحفة ونظرة المجتمع القاسية وغير المنصفة علي الإطلاق. فالمرأة العاملة لم تجد الفرصة لدخول كل مجالات العمل وتقاضت في تلك الفترة أجراً أقل من أجر زميلها في نفس العمل ولم تتمتع المرأة الام العاملة بعطلة الولادة. وقد سن الإستعمار قانون المشاهرة الذي أجبر العاملة علي تقديم إستقالتها من العمل بعد الزواج مباشرة لتعمل بموجب عقد عمل مؤقت شهراً بشهر مما أفقدها كثيراً من الإمتيازات وجعلها عرضة للتشرد والفقر. ونتيجة لكل ذلك لم تتطور المرأة في عهد الإستعمار إلا قليلاً جداً وبصورة محدودة وظلت الأغلبية الساحقة من النساء جاهلات من ناحية التعليم ودرجة الوعي بحقوقهن، كما إنهن كن منعزلات تماماً من دائرة إتخاذ القرارات السياسية أو حتي أي نشاط ثقافي أو إقتصادي ولا يعلمن حقوقهن أو الطريقة المثلي للمطالبة لنيل تلك الحقوق .
كما ذكرت أعلاه ففي يناير 1952 تكون الإتحاد النسائي السوداني بمجهود عدد من رائدات الرابطة وبعض القيادات الجديدة. وإستفاد الإتحاد من تجربة الرابطة ففتح باب عضويته لكافة النساء بصرف النظر عن تعليمهن أوعدمه ثم كون له فروعاً في مدن العاصمة الأخري وبعض الأقاليم. في البداية إتبع الإتحاد سياسة العمل الخيري والإصلاحي بفتح فصول لمحو الأمية وتقديم محاضرات وأحاديث إذاعية ومقالات في الصحف كما أصدر الإتحاد مجلته (صوت المرأة) التي تتحدث بأسمه وعكس فيها كل القضايا المتعلقة بالمرأة السودانية من الناحية الإجتماعية، الثقافية والسياسية إضافة لحقوقها العامة في مجتمعنا السوداني.
في 1954 سجل الإتحاد عضويته في الإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والإتـحادين العربي والأفريقي. وكما هو معروف ساهمت النساء في 1964 في النضال ضد النظام العسكري وشاركت بفعالية في ثورة اكتوبر 1964 وإنتزعت حقوقها السياسية من حق التصويت والترشيح والإنتخاب عن جدارة وإقتدار. فدخلت الراحلة الفذة الأستاذة/ فاطمة أحمد أبراهيم في العام 1965 الجمعية التأسيسة كأول إمرأة أفريقية سودانية وشاركت في كل القضايا التي تهم المرأة والوطن بكفاءةٍ وتجردٍ وحزمٍ، ذلك التاريخ الناصع نعتز به اليوم نحن النساء السودانيات لانه فتح لنا أبواب الحاضر ونوافذ المستقبل ورفع وعينا بقضايانا وإنتزاع حقوقنا وكيفية تحقيق مطالبنا.
بعد إنقلاب مايو 1969 قدم الاتحاد النسائي مذكرة تحوي مطالب المرأة من أهمها:
- تنفيذ حق الأجر المساوي للعمل المتساوي
- إلغاء قانون المشاهرة
- تعديل قانون النفقة بحيث يخصم للأطفال نصف دخل والدهم.
- منح عطلة ولادة للمرأة العاملة لفترة ثمانية أسابيع في العام 1970 تم حل الإتحاد النسائي بواسطة حكومة المخلوع السفاح نميري. 
وتلي ذلك في الأعوام 1973- 1974 و1979 حيث نظم الإتحاد مسيرات عديدة ضد نظام نميري وقوانينه. مما يؤكد مجدداَ علي قدرة وكفاح وإستمرارية نضال المرأة السودانية. أيضاً من الفخر والإعتزاز إنه في ديسمبر 1993 نال الإتحاد النسائي السوداني بتجربته الثرة ونضاله المستمر جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إعتراف دولي كبير بوعي المرأة السودانية وصمودها في وجه الطغاة ليصبح قوة فاعلة ومؤثرة في المجتمع تنبذ الظلم وترفض الإضطهاد وتؤسس للعدل الإجتماعي والمساواة وتعمل من أجل الرفاهية. 
قبل الدخول في حديث أو أي معارك فكرية لابد من هذا السرد التاريخي المذكور أعلاه والتأكيد علي نضالات المرأة السودانية وما سطرته بأحرف من نور في صفحات ذلك التاريخ وإلي يومنا هذا. أيضاً لابد من الإشارة الي إنه في سنوات الإنقاذ الأولي حين ضاق الوطن الواسع وأصبح أضيق من خرم الإبرة بسبب ملاحقات الأمن للشرفاء /ت من أبناء وبنات وطني وبسبب الإعتقال والتعذيب والطرد من الخدمة هاجر العديد من كوادر الاتحاد النسائي السوداني وتشتتن كعقد اللولؤ بين القارات. وكانت هنالك مجموعة من المناضلات وصلن القاهرة قبل أن تبحر سفنهن الي قارات بعيدة ومن ضمنهن سليمة يوسف- عزه التيجاني- سلمي زاهر- زاهية زاهر- فتحية بدوي (رفيقة درب المناضل الراحل التيجاني الطيب بابكر)- فاطمة سالم- سلوي صيام- إحلام ناصر-بت الجنيد- سلمي إبراهيم والمرحومة الزميلة هانم داؤود وغيرهن من الشامخات مما لا يسع المجال لذكرهن بالأسماء . وفي القاهرة في تسعينات القرن الماضي تكون الأتحاد النسائي كفرع وصدح صوت المرأة مرة أخري بالصوت العالي فكانت في أبهي إصداراتها وأجملها. تجربة الأتحاد النسائي فرع القاهرة وتجربة التجمع النسوي كوعاء جامع للنساء المعارضات، تجربة عميقة تعكس الفعل الصحيح في الزمن الصعب. بالضرورة تحتاج هذه التجارب لتوثيق وتقييم علمي وإشراك أجيال اليوم حولها، وكل عشمي لزميلات ذاك الزمن أن يلبن النداء ونوثق معاً عن تلك الفترة المميزة عطاءً وجهداً وفكراً ولنرفد الحراك النسوي بوثيقة تدفع حراكنا للأمام.

صوت العاصمة - الحزب الشيوعي

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

المتابعون

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

الرقراق نيوز

2016

الويندوز للجميع