@ الدعم المطلق الذي وجده ايلا من رئاسة الجمهورية جعله يتعامل مع اهل الجزيرة بشكل ديكتاتوري متغطرس يتخذ قراراته دون مرجعية شورية و دون الاستماع الي وجهات النظر الأخري ولعل هذا ما دفع بأول معتمدي الحصاحيصا في عهده ، الدكتور بابكر عبدالرازق ان يتقدم باستقالته قبل أن يكمل شهره الاول احتجاجا علي الامر الصادر من أيلا بخصوص استقطاع مالي من العاملين بمحليته . إشترط أيلا لإحكام قبضته عند تعيينه واليا للجزيرة أن يقوم شخصيا باختيار وزيري المالية و وزير الشئون الهندسية ، الذان لم يعرف لهما تميز أو يشهد لهم تفوق في الاداء وكل الامر في يد مدراء تلك الوزارات . في الوقت الذي الغي فيه كل الانتدابات و المنتدبين قام بإنتداب أحد وكلاء نيابة البحر الاحمر ليصبح مدير عام اراضي ولاية الجزيرة و ما أدراك باراضي ولاية الجزيرة التي تعج بملفات الفساد .
@ لا أحد في ولاية الجزيرة الآن يهتم بما يقوم به أيلا بعد أن تكشفت حقيقة مشاريعه الوحيدة التي يركز عليها في الولاية و لم
تخرج من السفلتة و الانترلوك و هي مشاريع غير منتجة الحقت ديون ضخمة بالولاية غير أنها نفذت بطريقة فنية و هندسية خاطئة ، كشف الخريف الماضي جزء بسيط منها. اهل الجزيرة في قمة الحيرة ، يتساءلون كيف سيكون حال الوالي القادم وديون أيلا الترليونية تحاصره في الوقت الذي لا يوجد فيه مشروع انتاجي واحد أقامه هذا الايلا يعمل علي إمتصاص الدين . في الوقت الذي تتجاهل فيه الحكومة الاتحادية مخالفات ايلا و حكومته ، تعلم بتردي الاحوال في الولاية كان لابد من تحرك أهل الجزيرة للرد علي رسالة تجاهل المركز وديكتاتورية أيلا برسالة أقوي و أوضح بعد أن تجاوز اهل الجزيرة كل الانتماءات الحزبية و العقائدية و الجهوية و غيرها ليضعوا هم الجزيرة أمام اعينهم بطريقة مختلفة صاغوها في ميثاق أهل الجزيرة الذي يعتبر المخرج الوحيد المتفق حوله بشكل وجد القبول من كل الوان الطيف السياسي و التنوع المكون لإنسان الجزيرة الذين لم يجمعوا من قبل علي ميثاق شامل مثل ما هو الآن الي الدرجة التي تم ترشيح ميثاقهم ليصبح ميثاقاً لأهل السودان أجمع .
@ هذا التجمع بهذا الميثاق أرسل رسالة غاضبة إحتجاجا علي ما يدور من فساد و تخريب و تدهور و (استهبال) في ولاية الجزيرة التي اصبحت عاطلة و معطلة عن دورها في التنمية و نصيبها المعهود في الدخل القومي و الانتاج والانتاجية . موارد الولاية أصبحت توجه الي الصرف البذخي علي المهرجانات و المغنين و تكريم المغنيات في ظل تراجع الخدمات الصحية و تدهور التعليم و تزايد معدلات العاطلين عن العمل وعدم وجود فرص لتشغيل الشباب و الخريجين وتعطل اكثر من 80% من المصانع والتزايد المخيف في نسبة الاصابة بالسرطانات وغيرها من الامراض المعدية الاخري . في وسط هذه الاوضاع المتردية يحاول صاحب الدكتوراه الفخرية أن يشد الانظار اليه بأنه المنقذ و علي وشك أن يقوم بتعديل وزاري لحكومته والتي من المفترض أن يعدلها قبل 3 اشهر منذ سبتمبر الماضي .
@ ايلا غير حريص علي التعديل لأنه يؤمن بالمثل القائل (جناً تعرفو ولا جننا ما تعرفو) ، الطاقم الذي يعمل معه اعتاد عليه و هو طاقم يعمل مثل (ساعة بيق بن) لا يقدم ولا يؤخر لأن كل الامر بيد أيلا وحده لا يشرك معه أحد وكل وزراءه و معتمديه (أحمد و حاج أحمد) كلهم زي بعض و تأخير اعلان التعديل وسيلة (ابتزاز) لمزيد من فروض الولاء و الطاعة إمتثالاً لقانون (غاب) ايلا (البقاء للأضعف) .لو تم تخيير أيلا قطعا فإنه لا يريد التعديل خوفا من خميرة عكننة حزب المؤتمرالشعبي المتوقعة . مشكلة ولاية الجزيرة في الوالي الذي يجب أن يذهب غير مأسوف عليه قبل أن نرفع الفاتحة علي ولاية كانت هي السودان .