دائما ما تنتهج الإدارات المهددة بالإنهيار أسلوب مواجهة الذات بشجاعة ومن ثم الإعتراف بفشلهاأمام جمعيتها العمومية لتدراك الأمر باسلوب الشورى الجماعية ومن ثم تكليف من هوقادر على قيادة مرحلة الخروج بالمؤسسة الى بر الأمان بكفاءته الخاصة و إختياره لمن يأنس فيهم الخبرة والتجرد من المقاصد الذاتية .
نجدأن هذا يحدث على مستوى المنشأت ذات المساهمة العامة أوالبنوك أوحتى الشركات الخاصة ..فماذا عن الدول التي يهدد إنهيارها مصير أمة بحالها ربطتها مؤسسات الحكم بعمى الولاء المصلحي بمصير رجل واحد ..أضاع ثلاثة عقود من عمر الوطن الذي كان يشار نحوه ببنان التقدير وينظراليه بعين الإحترام .. فقعد به عمر البشير وضيعاً على نواصي التسول و مطاردة أشباح جرائمه المنسوبة له بالإثبات!
الآن وكأنه يستغني عن فريقه الذي بات خارج دائرة ثقته ويزداد هوسه تجاه كل من حوله كلما ضاقت دائرة خوفه وازدادت ضغطاً على رقبته !
فهويريدأن يكون رئيس لكل مجالس الحل والربط المكونة من جماعة لا ترتفع قامات مشاركاتها بالرأي أكثر من الإنحناء بالسمع والطاعة تظاهراً بينما هم يحتقرون الرجل في دواخلهم لعلمهم بخواء عقله إلا من هلعه عندما يتصور نفسه حبيساً خارج قصر سلطته ..لذا فإن جميع من حوله يركبون على بردعة نقطة ضعفه هذه فيزيدونه نفخا بأن لا سودان بلا البشير!
بالأمس جلس وحيداً الى محافظ بنك السودان المركزي ذلك الشاب الذي يفتقر الى الخبرة الإقتصادية والكياسة الإدارية ..و كما جاءت في الأخبار صورتهما في مكتب البشير بالقصر إلا من مجموعة أفندية مغموري الوجوه يجلسون معهما كالتلاميذ المرعوبين ..وعنوان الخبر أن الرئيس يبحث بنفسه مع المحافظ السبل الناجعة لتخطي أزمة تراجع العملة الوطنية وكيفية تسول الدعم لجلب الوقودوالسلع الضرورية من بعض الدول الشقيقةللخروج من نفق الأزمة الطاحنةالتي حركت عليه زحف الغضب الذي أضاف الى رعبه بعبعا جديداً لم يحسب له حساباً !
فكم من عمر السودان الذي ضاع رهينا بأنانية وجبن هذا الرجل المخدوع بضحك الخبثاء من حوله عليه..فأحال الدولة الى حيازة خاصة لاقيمة لزمنها في لجة تخبطه إلا ما يحقق له كسب الوقت للخلاص من ورطته الشخصية..لامن مشكلات البلادالتي راكمها عليه بجهله وادعائه فن القيادة !
جاء في الأنباء أمس أن أحد الوزراء في الحكومة البريطانية تأخر لبضعة دقائق عن اللحاق ببدايات جلسة مجلس العموم الذي ناقش في فترة غيابه القصيرة تلك أموراً تتعلق بوزارته ..وفات عليه أن يردعلى أسئلة النواب ..فما كان منه إلا تقدم باستقالته حال دخوله للمجلس وهويعتذر بشدة ..ويقول أنه شعر بالعار لآنه أضاع دقائق ثمينة كان ينبغي أن يكون حاضراً لتصب مفيدة في مجرى الشأن العام ..ثم قفل خارجا ولم يستجب لكل صيحات المجلس الداعية إياه للعودة والعدول عن قراره الذي يعبر عن أخلاق هي غير أخلاق من إتبعوا رجلاً قال أنا الدولة ولا رئيس لها من بعدي ..ونسي أن الدائم هووجه الحي الذي لا يموت ولا يتبدل !
sabooha22@yahoo.com